[#1046928232 albahis: حب خالد فى اشعار (نزار قبانى)

حب خالد فى اشعار (نزار قبانى)

إلى رجل



متى ستعرف كم أهواك .. يا رجلاً
أبيع من أجله الدنيا .. وما فيها
يا من تحديت في حبي له .. مدناً
بحالها .. وسأمضي في تحديها
لو تطلب البحر .. في عينيك أسكبه
أو تطلب الشمس .. في كفيك أرميها
أنا أحبك . فوق الغيم أكتبها
وللعصافير ، والأشجار .. أحكيها
أنا أحبك . فوق الماء أنقشها
وللعناقيد .. والأقداح .. أسقيها
أنا أحبك ، يا سيفاً أسال دمي
يا قصة لست أدري ما أسميها
أنا أحبك . حاول أن تساعدني
فإن من بدأ المأساة .. ينهيها
وإن من فتح الأبواب .. يغلقها
وإن من أشعل النيران .. يطفيها
يا من يدخن في صمت .. ويتركني
في البحر .. أرفع مرساتي وألقيها
ألا تراني ببحر الحب .. غارقة
والموج يمضغ آمالي ويرميها
إنزل قليلاً عن الأهداب .. يا رجلاً
مازال يقتل أحلامي .. ويحييها
كفاك .. تلعب دور العاشقين معي
وتنتقي كلمات .. لست تعنيها
كم اخترعت مكاتيبا ً.. سترسلها
وأسعدتني ورود .. سوف تهديها
وكم ذهبت لوعد .. لا وجود له
وكم حلمت بأثواب سأشريها
وكم تمنيت لو للرقص تطلبني
وحيرتني ذراعي .. أين ألقيها ؟
إرجع إلي .. فإن الأرض واقفة
كأنما الأرض فرت من ثوانيها
إرجع .. فبعدك لا عقد أعلقه
ولا لمست عطوري في أوانيها
لمن جمالي ؟ لمن شال الحرير ؟ لمن ؟
ضفائري منذ أعوام أربيها ؟
إرجع كما أنت .. صحو كنت أم مطر
فما حياتي أنا .. إن لم تكن فيها
* * *
لا تحبينى 

! هذا الهوى .. ماعاد يغريني

فلتستريحي .. ولتريحيني

إن كان حبك .. في تقلبه

ما قد رأيت .. فلا تحبيني
حبي .. هو الدنيا بأجمعها

أما هواك فليس يعنيني

أحزاني الصغرى .. تعانقني

و تزورني .. إن لم تزوريني

ما همني .. ما تشعرين به

إن افتكاري فيك يكفيني

فالحب وهم في خواطرنا

كالعطر ، في بال البساتين

عيناك .. من حزني خلقتهما

ما أنت ؟ ما عيناك ؟ من دوني

فمك الصغير .. أدرته بيدي

و زرعته أزهار ليمون

حتى جمالك ليس يذهلني

إن غاب من حين إلى حين

فالشوق يفتح ألف نافذةٍ

خضراء .. عن عينيك تغنيني

لا فرق عندي يا معذبتي

أحببتني ، أم لم تحبيني

أنت استريحي .. من هواي أنا

لكن سألتك .. لا تريحيني 
                                                                                      احبينى

 
أحبيني بلا عقد
وضيعي في خطوط يدي
.. أحبيني .. لأسبوع .. لأيام.. لساعات
.. فلست أنا الذي يهتم بالأبد
، أنا تشرين .. شهر الريح
والأمطار .. والبرد
.. أنا تشرين .. فانسحقي
.. كصاعقة على جسدي
.. أحبيني
.. بكل توحش التتر
بكل حرارة الأدغال
كل شراسة المطر
.. ولا تبقي ولا تذري
.. ولا تتحضري أبدا
فقد سقطت على شفتيك
كل حضارة الحضر
.. أحبيني
. كزلزال .. كموت غير منتظر
.. وخلي نهدك المعجون
.. بالكبريت والشرر
يهاجمني .. كذئب جائع خطر
.. وينهشني.. ويضربني
.. كما الأمطار تضرب ساحل الجزر
أنا رجل بلا قدر
فكوني .. أنت لي قدري
.. وأبقيني .. على نهديك
.. مثل النقش في الحجر

.. أحبيني .. ولا تتساءلي كيفا
ولا تتلعثمي خجلا
ولا تتساقطي خوفا
أجيبيني .. بلا شكوى
أيشكو الغمد .. إذ يستقبل السيف
.. وكوني البحر والميناء
كوني الأرض والمنفى
وكوني الصحو والإعصار
.. كوني اللين والعنفا
أحبيني .. بألف وألف أسلوب
.. ولا تتكرري كالصيف
..إني أكره الصيفا

أحبيني .. وقوليها
لارفض أن تحبيني بلا صوت
وأرفض أن أواري الحب
في قبر من الصمت
أحبيني .. بعيدا عن بلاد القهر والكبت
.. بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت
.. بعيدا عن تعصبها
ز. بعيدا عن تخشبها
احبيني .. بعيدا عن مدينتنا
التي من يوم أن كانت
.. إليها الحب لا يأتي
.. أليها الله .. لا يأتي

أحبيني .. ولا تخشي على قدميك
سيدتي - من الماء-
فلن تتعمدي امرأة
وجسمك خارج الماء
وشعرك خارج الماء
.. فنهدك .. بطة بيضاء
.. لا تحيا بلا ماء
أحبيني .. بطهري .. أو أخطائي
بصحوي .. أو بأنوائي
.. وغطيني
.. أيا سقفا من الأزهار
.. يا غابات حناء
.. تعري
واسقطي مطرا
.. على عطشي وصحرائي
وذوبي في فمي كالشمع
وانعجني بأجزائي
تعري .. واشطري شفتي
..إلى نصفين .. يا موسى بسينا


ليست هناك تعليقات :